بعد القمة المغربية–الإسبانية… تبون يلغي زيارة كانت مبرمجة إلى مدريد وسط تحولات دبلوماسية لافتة

أدت مخرجات القمة المغربية–الإسبانية التي انعقدت الأسبوع الماضي إلى دفع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى التراجع عن زيارة كانت مبرمجة إلى مدريد، في خطوة اعتبرتها مصادر إعلامية مؤشراً واضحاً على اتساع النفوذ المغربي داخل الملف الإقليمي المتعلق بالصحراء.

ووفق ما نقلته صحيفة Algerie Patriotique، فإن تبون رأى أنه “لم يعد هناك ما يدعو للقيام بالزيارة”، خصوصاً بعد ما تضمّنه البيان الختامي للقمة من مواقف واضحة، أبرزها التأكيد على أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية هي الإطار الوحيد الذي تعترف به الحكومة الإسبانية رسمياً بشأن تسوية النزاع.

وذكرت الصحيفة أن صياغة البيان النهائي كانت من إعداد الجانب المغربي بالكامل، وأن النسخة الموجهة إلى الجانب الإسباني تُرجمت حرفياً دون أي تعديل، وهو ما اعتُبر دليلاً على اتساع تأثير الرباط على توجهات مدريد في هذا الملف الحساس.

كما أشار المصدر ذاته إلى أن بعض العبارات الواردة في البيان تحمل بصمة الصياغة الفرنسية، بما فيها كلمة “تماماً”، التي لا وجود لها في النسخة الإسبانية لقرار مجلس الأمن رقم 2797، ما يعزز فرضية أن النص الأصلي يحمل طابعاً مغربياً خالصاً.

وأضاف التقرير أن هذا التحول الذي بدأ منذ سنة 2022 لم يعد مجرد اختلاف في التقدير الدبلوماسي، بل أصبح ـ حسب الصحيفة ـ تبنياً كاملاً للرؤية المغربية، في خطوة قد تفتح الباب مستقبلاً أمام فرص جديدة للتقارب بين مدريد والجزائر، رغم التوترات القائمة.

وأكد البيان الختامي للقمة أن التنسيق المغربي–الإسباني سيستمر حتى داخل مجلس الأمن، بما يعني ـ وفق القراءة الإعلامية ـ دعماً إسبانياً صريحاً لمواقف الرباط على المستوى الدولي، إضافة إلى تقوية التعاون في المشاريع المغربية بالقارة الإفريقية، بما يعكس توسع دور المغرب في إعادة تشكيل موازين النفوذ إقليمياً ودولياً.

إرسال تعليق

الانضمام إلى المحادثة

الانضمام إلى المحادثة