أغلقتْ عشرات الطرق الرئيسية وأُجْلِيَ عشرات الآلاف من السكان في شمال غرب المحيط الهادئ، بعد هطول أمطار غزيرة شكَّلَتْ سيولًا اجتاحت المنطقة من شمال أوريغون عبر ولاية واشنطن الأمريكية وحتى كولومبيا البريطانية الكندية، في أحد أسوأ العواصف منذ عقود. أدت هذه الأمطار، الناتجة عن "نهر جوي" (atmospheric river) شديد القوة بدأ في 8 ديسمبر 2025، إلى فيضانات عارمة أغرقتْ أنهارًا مثل سكاجيت وسْنُوهُومِشْ في واشنطن، مما استدعى إعلان حالة طوارئ في الولاية بأكملها، وإصدار أوامر إخلاء لما يصل إلى 100 ألف شخص، وفقًا لتقديرات الحاكم بوب فيرغسون.
الوضع في واشنطن: 100 ألف تحت أمر الإخلاء
أعلنَ الحاكم بوب فيرغسون حالة طوارئ على مستوى الولاية الأربعاء، مُنَشِّطًا الحرس الوطني (300 عضوًا) للمساعدة في الإجلاء والإنقاذ، حيث بلغَ عدد المتأثرين بالأوامر نحو 100 ألف شخص في مقاطعات مثل سكاجيت وسْنُوهُومِشْ، وكينغ (التي تشمل سياتل). أغرقتْ الأنهار الأراضي الزراعية والطرق، مع توقعات بوصول مستويات قياسية في نهري سكاجيت وسْنُوهُومِشْ، وإغلاق طرق رئيسية مثل I-5 وI-90، مما أدى إلى تعطيل حركة المرور والقطارات (أمتراك كاسكيدز معلقة حتى 12 ديسمبر). حثَّ فيرغسون السكان على "المغادرة فورًا واتباع تعليمات السلطات المحلية"، مُؤَكِّدًاْ أن "الأرواح في خطر"، وسط تنبؤات بـ"فيضانات كارثية" من الخدمة الوطنية للطقس، التي وصفتْ العاصفة بأنها الاقوى في تاريخ المنطقة".
كولومبيا البريطانية: 5 من 6 طرق رئيسية مغلقة.. مئات يُجْلَوْنْ في أبوتسفورد
عبر الحدود في كندا، أغلقتْ 5 من 6 الطرق الرئيسية المؤدية إلى فانكوفر (مثل Highway 1، 3، 5)، بسبب الفيضانات والانهيارات الأرضية والخطر الزلزالي، مما عزلَ المناطق الداخلية وأدى إلى إجلاء مئات السكان في وادي فريزر، خاصة أبوتسفورد وتشيليووك، حيث غرقتْ مئات المنازل والمزارع. أعلنتْ وزارة النقل الكندية حالة طوارئ محلية، مُحَذِّرَةْ من "فيضانات تاريخية" في نهر سوماس، الذي يتدفق من نهر نوكساك في واشنطن، مع توقعات بـ80-110 ملم من الأمطار في بعض المناطق. أصدرتْ هيئة الطقس الكندية تحذيرًا من "فيضانات كارثية" في أبوتسفورد، حيث غرقتْ مئات المنازل والمزارع، وأُجْلِيَ مئات السكان، مع إغلاق طريق 11 عند الحدود.
أوريغون: فيضانات معتدلة لكنها مستمرة
في أوريغون الشمالية، أدتْ الأمطار إلى فيضانات معتدلة في نهر ويلاميت، مع إغلاق طرق ثانوية وإجلاء محدود (أقل من 10 آلاف)، لكن الخطر يبقى مرتفعًا مع توقعات بمزيد من الأمطار في الجمعة.
السبب: نهر جوي قوي.. وتوقعات بمزيد من الأمطار
الفيضانات ناتجة عن "نهر جوي" شديد القوة، يُصْنَفْ كـ"5" على مقياس الشدة، حملَ رطوبة هائلة من المحيط الهادئ، مما أدى إلى هطول 200-500 ملم في بعض المناطق، وارتفاع درجات الحرارة إلى 22 درجة مئوية في ياقيما (واشنطن) يوم 10 ديسمبر، قبل انخفاضها. يُتَوَقَّعْ هدوء نسبي في الجمعة، لكن عاصفة جديدة قد تضرب في نهاية الأسبوع، مما يُحَذِّرْ الخبراء من "فيضانات متتالية"، مُذَكِّرَةْ بفيضانات 2021 التي أدت إلى 619 وفاة في كولومبيا البريطانية.
في الختام، تُعَدُّ هذه الفيضانات تذكيرًا بتأثير تغير المناخ على المناطق الساحلية، حيث يزدادُ تكرار "الأنهار الجوية"، ويُطَالِبْ الخبراء بتعزيز الدفاعات الساحلية والإنذار المبكر. السلطات تُحَذِّرْ من "أيام صعبة قادمة"، وسط تضامن دولي مع المتضررين.
