حرب العرائش تشتعل: وزير الفلاحة يغزو المعقل الانتخابي لـ نزار بركة برسالة سياسية مدوية

في خطوة ذات دلالات سياسية عميقة، اختار السيد أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، جماعة أربعاء عياشة بدائرة مولاي عبد السلام بن مشيش بإقليم العرائش، لتكون نقطة انطلاق الموسم الفلاحي الجديد. وتُعد هذه الدائرة المعقل الانتخابي التقليدي للسيد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال ووزير التجهيز والماء.

وشهد حفل الانطلاقة، الذي جرى أمس الجمعة، حضورًا وازنًا ضم رؤساء جامعة الغرف الفلاحية والكونفدرالية المغربية للفلاحة، بالإضافة إلى رؤساء الهيئات البيمهنية، وممثلي التعاونيات والجمعيات الفلاحية، ومسؤولين ترابيين وجهويين. وتضمنت الأنشطة زيارة لنقطة بيع البذور المختارة والأسمدة بسيدي اليماني، وتدشين وحدة لعصر زيت الزيتون، وتوزيع معدات تقنية لدعم المواشي وجني الزيتون.

قراءة المراقبين: رسالة تحدٍ انتخابي

يرى المراقبون أن اختيار الوزير البواري لدائرة مولاي عبد السلام بن مشيش لم يكن وليد الصدفة، بل هو رسالة قوية ومباشرة موجهة إلى نزار بركة. وتشير هذه الخطوة إلى أن هذه الدائرة الانتخابية، التي ظلت محسومة لحزب الاستقلال (الميزان) لسنوات، ستشهد منافسة شديدة وساخنة بين حزبي التجمع الوطني للأحرار وحزب الاستقلال خلال الانتخابات التشريعية المقبلة.

"حرب صامتة" تؤجل تدشين الطريق السيار المائي

ويأتي هذا التصعيد العلني بعد أشهر من "حرب صامتة" بين الحزبين، اللذين يُعدان أبرز مكونات الائتلاف الحكومي. ويدور محور هذا الخلاف حول مشروع الطريق السيار المائي الرابط بين سد وادي المخازن وسد دار خروفة ضواحي العرائش، والذي تأجل تدشينه ثلاث مرات على الأقل.

وأفادت مصادر مطلعة أن "صراعًا خفيًا" بين الحزبين هو السبب وراء التأجيل. فالخلاف يكمن في رغبة نزار بركة (الذي سبق له الفوز بمقعد برلماني في ذات الإقليم) في استغلال تدشين المشروع للدعاية السياسية قبل استحقاقات 2026، وهو ما يرفضه حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يصر على ضرورة حضور الوزير أحمد البواري باعتباره مشروعًا حكوميًا تشترك فيه قطاعات عديدة، من ضمنها وزارة الفلاحة التي قدمت دعمًا ماليًا كبيرًا.

أخنوش يتدخل والنقاشات تزداد حدة

وأشارت المصادر إلى أن الخلاف بين البواري وبركة تصاعد ليصل صداه إلى رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الذي أكد هو الآخر على ضرورة حضور البواري لمراسيم تدشين القناة المائية، الأمر الذي "زاد الطين بلة". وتتواصل محاولات قيادات الحزبين لـ "تقريب رؤى الاختلاف" بين الوزيرين بهدف التعجيل ببرمجة تدشين المشروع.

وتؤكد المعلومات أن التوتر بين الوزيرين عميق، حيث كشفت مصادر عن نقاش حاد دار بينهما في إحدى اجتماعات المجلس الحكومي قبل أشهر. وتفاقم التوتر خصوصًا بعد الانتقادات الحادة التي وجهها بركة إلى المستفيدين من دعم استيراد الأضاحي والمواشي، وهو دعم يقدم ضمنيًا من وزارة الفلاحة وأثار جدلًا إعلاميًا وسياسيًا واسعًا.

إرسال تعليق

الانضمام إلى المحادثة

الانضمام إلى المحادثة