المغرب: مركز صناعي عالمي للسيارات.. من 700 ألف وحدة إنتاج إلى طفرة الكهربائيات بحلول 2025
أصبح المغرب أحد أبرز اللاعبين الإقليميين في صناعة السيارات خلال السنوات الأخيرة، محولاً نفسه من سوق ناشئة إلى منصة إنتاج متكاملة تجمع بين بنية تحتية حديثة، حوافز حكومية مغرية، وشراكات استراتيجية مع عمالقة عالمية. وفقًا لتقرير نشرته "ميدل إيست مونيتور" في نوفمبر 2025، جذبت الاستثمارات المليارات من الدولارات من شركات مثل تيسلا، رينو، وستيلانتيس، مما جعل المملكة بوابة إنتاج لأوروبا والشرق الأوسط، مع قدرة إنتاجية تجاوزت 700 ألف سيارة سنويًا في 2024، وصادرات بلغت 14 مليار دولار، مما يجعل القطاع الأول في مساهمته بالناتج المحلي الإجمالي بنسبة 7%.
أكد وزير الصناعة والتجارة رياض مزور في تصريحات حديثة أن هذه الطفرة مدعومة بسياسات مثل قانون الاستثمار الجديد وقانون التعويض عن الاندماج، اللذين جذبَا أكثر من 250 شركة عالمية، مما خلق 220 ألف وظيفة مباشرة وأكثر من مليون غير مباشرة، مع هدف الوصول إلى مليون سيارة سنويًا بحلول نهاية 2025، و1.5 مليون بحلول 2026.
الاستثمارات الكبرى: رينو، ستيلانتيس، وطفرة تيسلا
جذب المغرب عمالقة الصناعة بفضل موقعه الاستراتيجي قرب أوروبا، اتفاقيات التجارة الحرة (مع الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة، وأفريقيا)، وتكاليف الطاقة المنخفضة بنسبة 40% عن المتوسط الأوروبي. من أبرز الاستثمارات:
- رينو-نيسان: مصنع طنجة، أكبر مصنع أخضر في أفريقيا، ينتج 440 ألف سيارة سنويًا (90% للتصدير إلى 74 دولة)، مع خطط للوصول إلى 500 ألف بحلول 2025، بما في ذلك هجينات داسيا جوغر.
- ستيلانتيس (بيجو، سيتروين): مصنع كينيترة، الذي سيضاعف إنتاجه إلى 400 ألف وحدة بحلول 2027، مع استثمار 1.2 مليار يورو، وشراء سوبriam للسيطرة على 22% من السوق المحلية بحلول 2030.
- تيسلا: تأسيس تيسلا المغرب في مايو 2025 برأس مال 27.5 مليون درهم (2.75 مليون دولار)، مع بناء مصنع في كينيترة يبدأ الإنتاج في 2027، وشبكة محطات شحن فائقة في المدن الاستراتيجية، ليصبح المغرب مركزًا للـEV في أفريقيا والشرق الأوسط.
طفرة السيارات الكهربائية: نمو 176% في النصف الأول من 2025
شهد قطاع الـEV نموًا قياسيًا، حيث بلغت حصته 3% من السوق الكلية في النصف الأول من 2025 (176% زيادة عن 2024)، مع هدف إنتاج 100 ألف وحدة كهربائية بحلول نهاية 2025، و60% من الصادرات بحلول 2030. برزت:
- BYD: نمو 407%، مع خطط لبناء ثلاث مصانع EV إضافية.
- سيتروين: زيادة 95.9%.
- داسيا: ارتفاع 113.4%، مع إنتاج أول سيارة كهربائية أفريقية في 2020.
دعم هذا الحوافز مثل الإعانات على البطاريات والطاقة المتجددة (التي تغطي 40% من احتياجات المصانع)، بالإضافة إلى اتفاقيات مع LG Chem وHuayou Cobalt لمعالجة الليثيوم (52 ألف طن سنويًا بحلول 2025).
الآفاق: من مركز إقليمي إلى عالمي
مع هدف الوصول إلى 8.83 مليار دولار بحلول 2030 (نمو 12% سنويًا)، يُعَدُّ المغرب نموذجًا للتنويع الاقتصادي في أفريقيا، مدعومًا بـAfCFTA للتصدير الإفريقي، وشراكات مع أوروبا للـEV. ومع ذلك، يواجه تحديات مثل الاعتماد على الاستيراد (65% من المكونات)، والحاجة إلى تدريب 100 ألف عامل إضافي بحلول 2026. يُثْبِتُ هذا التحول أن المغرب لم يعد مجرّد مونْتَاج، بل مصنِّعُ عالمي يُعِيدُ رسم خريطة السيارات في الجنوب العالمي.
