مدرعات "تاتا" تعزز ترسانة الجيش الملكي وتدشن عهداً جديداً للتصنيع العسكري ببرشيد

في خطوة تاريخية تكرس طموحات المملكة المغربية في بناء صناعة دفاعية وطنية قوية، أعلنت شركة تاتا للأنظمة المتقدمة (TASL)، اليوم الأربعاء، عن تسليم الدفعة الأولى من المركبات المدرعة المتطورة WhAP 8×8 إلى القوات المسلحة الملكية. ويمثل هذا التسليم تتويجاً لمسار من التعاون الاستراتيجي المتسارع بين الرباط ونيودلهي، والذي انتقل من مرحلة الاستيراد إلى مرحلة الإنتاج المشترك.

إنجاز يُعزز الشراكة الاستراتيجية

أكدت شركة تاتا في منشور رسمي عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً) أن تسليم هذه الدفعة يمثل "إنجازاً نفخر به"، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تعكس التزام الهند بتقديم أحدث تقنياتها الدفاعية لشركائها الاستراتيجيين، وفي مقدمتهم المغرب. وتعد هذه المركبات ثمرة تطوير مشترك بين منظمة أبحاث وتطوير الدفاع الهندية (DRDO) وشركة تاتا، مما يضمن دمج تكنولوجيا قتالية عالية المستوى في الخدمة لدى الجيش الملكي.

مواصفات تقنية لبيئات قتالية معقدة

تعتبر مدرعة WhAP 8×8 من أحدث ما أنتجته الصناعة العسكرية الهندية، وتتميز بخصائص تجعلها مثالية للجغرافيا المغربية المتنوعة:

  • نظام الأسلحة عن بعد (RCWS): يتيح تشغيل الأسلحة من داخل المركبة بدقة عالية وحماية قصوى للطاقم.

  • القدرات البرمائية: قدرة فريدة على اجتياز العوائق المائية والعمل في بيئات متعددة.

  • التكيف الجغرافي: صُممت المركبة للعمل بكفاءة عالية في ظروف قاسية، بدءاً من حرارة الصحراء المغربية وصولاً إلى التضاريس الجبلية الوعرة.

مصنع برشيد: قاطرة الصناعة العسكرية المحلية

يأتي هذا التسليم عقب الافتتاح الرسمي للمصنع المتطور لشركة تاتا للأنظمة المتقدمة في المنطقة الصناعية لبرشيد، وهو الحدث الذي شهد حضوراً رفيع المستوى تمثل في وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لودي. ويعتبر هذا المصنع أول منشأة دفاعية هندية خاصة في القارة الإفريقية، وهو مخصص لإنتاج المركبات والأنظمة الدفاعية على أرض المغرب. ويشكل المصنع ركيزة أساسية في رؤية المملكة لتحقيق الاكتفاء الذاتي الدفاعي وتقليل التبعية للخارج، من خلال توطين التكنولوجيا وخلق فرص شغل متخصصة في المجال العسكري.

أفق مستقبلي واعد

إن تسليم الدفعة الأولى من مدرعات WhAP 8×8 ليس سوى بداية لشراكة أعمق بدأت ملامحها في عام 2024. ويسعى المغرب من خلال هذه الاتفاقيات إلى تحويل أراضيه إلى منصة إقليمية لصناعة وصيانة الأنظمة القتالية عالية التقنية، مما يعزز قدراته الدفاعية ويفتح آفاقاً لتصدير هذه الأنظمة إلى الأسواق الإفريقية مستقبلاً.

إرسال تعليق

الانضمام إلى المحادثة

الانضمام إلى المحادثة