سلّط موقع “أفريكا إنتلجانس” المتخصص في الشؤون الإفريقية الضوء على شبكات النفوذ الواسعة التي ينسجها المستشار الملكي فؤاد علي الهمة، أحد أقرب المقربين من الملك محمد السادس، مبرزًا دوره المحوري في ملفات استراتيجية كبرى، تمتد من قضية الصحراء المغربية إلى تنظيم التظاهرات الرياضية العالمية، وفي مقدمتها كأس العالم لكرة القدم 2030.
وحسب التقرير، فإن الهمة، الذي يشغل منصب مستشار ملكي منذ سنة 2011، يُعد من أبرز مهندسي السياسات الداخلية والخارجية للمملكة خلال العقدين الأخيرين، إذ ظل حاضرًا في أهم المحطات المفصلية التي عرفها المغرب، سواء على مستوى إعادة تشكيل الحقل الحزبي مع تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة سنة 2008، أو في مسارات دبلوماسية حساسة تُوّجت باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء سنة 2020.
وأشار الموقع إلى أن نفوذ المستشار الملكي يستند إلى شبكة علاقات متشعبة ومتعددة الأبعاد، تشمل أجهزة الأمن والاستخبارات، وقطاع الإعلام العمومي، إضافة إلى قنوات دبلوماسية ممتدة عبر أوروبا والولايات المتحدة والشرق الأوسط وإفريقيا. وفي هذا السياق، أبرز التقرير علاقته الوطيدة بالمدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي، وبالرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة فيصل العرايشي، إلى جانب فاعلين دبلوماسيين واقتصاديين مؤثرين على الصعيد الدولي.
وفي ما يخص ملف الصحراء المغربية، أوضح “أفريكا إنتلجانس” أن فؤاد علي الهمة لعب، خلال الأشهر الأخيرة، دورًا أساسياً إلى جانب المستشار الملكي الطيب الفاسي الفهري، في بلورة مقاربة مغربية محدّثة، يُنتظر أن تشكل أرضية للمفاوضات المستقبلية مع جبهة البوليساريو، انسجامًا مع قرار مجلس الأمن رقم 2797 الصادر في 31 أكتوبر الماضي.
وأضاف التقرير أن التحركات المغربية داخل أروقة الأمم المتحدة جاءت نتيجة استراتيجية دبلوماسية طويلة الأمد، نفّذها ميدانيًا وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، وتقاطعت مع تحولات جيوسياسية دولية كبرى، من بينها اتفاقات أبراهام واستئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب، وهي مسارات كان الهمة من بين مهندسيها في الكواليس.
وعلى مستوى الإعلام، توقّف الموقع عند إعادة هيكلة المشهد السمعي البصري العمومي، والتي أفضت إلى وضع قناتي 2M وMedi 1 TV تحت إشراف الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، معتبرًا هذه الخطوة محطة حاسمة في إعادة توزيع مراكز النفوذ داخل الحقل الإعلامي الرسمي.
كما أبرز التقرير تنامي دور الرياضة كأداة للقوة الناعمة المغربية، مشيرًا إلى انخراط دوائر قريبة من المستشار الملكي في مشاريع كبرى مرتبطة بتنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، سواء من خلال الاستثمار في البنيات التحتية أو عبر شركات مكلفة بالجوانب الرقمية والتنظيمية.
وخلص “أفريكا إنتلجانس” إلى أن فؤاد علي الهمة، رغم تراجع حضوره العلني خلال السنوات الأخيرة لأسباب صحية، ما يزال أحد الأعمدة الأساسية داخل منظومة القرار بالمغرب، بفضل شبكة علاقاته الواسعة وقدرته على الربط بين السياسة والدبلوماسية والإعلام والاقتصاد، في مرحلة يسعى فيها المغرب إلى ترسيخ موقعه كقوة إقليمية صاعدة على الساحة الدولية.
