شعبوية الكاميرات: حين يتحول مرفق عمومي إلى منصة انتخابية مبكرة
شعبوية الكاميرات: حين يتحول مرفق عمومي إلى منصة انتخابية مبكرة
في مشهد أثار موجة واسعة من الجدل، اختارت نائبتان برلمانيتان تحويل محطة القطار “الرباط المدينة”، التي تخضع منذ مدة لأشغال توسعة وإعادة تهيئة، إلى فضاء لاستعراض احتجاجي مفتعل، لا يخلو من نزعة شعبوية مكشوفة، سعت من خلاله إلى تسويق صورة سلبية عن مرفق عمومي في لحظة دقيقة تستعد فيها البلاد لاحتضان تظاهرات قارية وعالمية كبرى. النائبتان، إحداهما تنتمي إلى حزب مشارك في الحكومة، والذي يقبع عدد من برلمانييه اليوم خلف القضبان في قضايا ثقيلة مرتبطة بالفساد والاتجار في المخدرات، اختارتا الجلوس على أرضية المحطة بدعوى غياب الكراسي، في لقطة بدا أنها موجهة للكاميرات أكثر مما هي تعبير صادق عن انشغال حقيقي براحة المواطنين. والمفارقة الصارخة أن هذا “الحرص المفاجئ” على ظروف تنقل المسافرين لم يظهر داخل قبة البرلمان، حيث تحظى النائبتان منذ سنوات بكل شروط الراحة، من مقاعد مريحة، وقاعات مكيفة، وخدمات إدارية ومطاعم مدعمة، وتعويضات سخية. هناك، لم تُطرح أسئلة، ولم تُسجل ملاحظات، ولم يُبد أي انزعاج من وضع محطة لا تبعد سوى أمتار عن المؤسسة التشريعية. بعيدًا عن الصورة الدعائية، فإن الواقع يكشف أن محطة الرباط المدينة، ش…