بأداء قوي ونتيجة عريضة، استهل المنتخب الجزائري رحلته في نهائيات كأس أمم إفريقيا "المغرب 2025" بتحقيق فوز مريح وثمين على نظيره السوداني بنتيجة (3-0). اللقاء الذي احتضنه ملعب الأمير مولاي الحسن بالرباط مساء اليوم الأربعاء، شهد سيطرة واضحة لـ "محاربي الصحراء" الذين نجحوا في كسب أول "ديربي عربي" في البطولة لحساب الجولة الأولى من المجموعة الخامسة.
بداية قوية و"لعنة" مكسورة
بهذا الفوز، لم يكتفِ المنتخب الجزائري بحصد النقاط الثلاث فحسب، بل تمكن من كسر "النحس" الذي طارده في النسختين الماضيتين (2021 و2023)، حيث عجز فيهما عن تحقيق أي انتصار طيلة ست مباريات متتالية. كما يعد هذا الفوز تاريخياً بكونه الأول للجزائر على السودان في نهائيات كأس إفريقيا، والخامس في إجمالي مواجهات المنتخبين تاريخياً.
تألق "آل زيدان" وذكاء محرز
دخلت الجزائر المباراة بتشكيلة لفتت الأنظار، بوجود لوكا زيدان (نجل الأسطورة زين الدين زيدان) في حراسة المرمى لأول مرة في تظاهرة قارية رسمية. ولم يتأخر الفرح الجزائري كثيراً، إذ افتتح القائد رياض محرز التسجيل في الدقيقة الثانية فقط، بعد جملة فنية رائعة بدأها هشام بوداوي بتمريرة ذكية "بالكعب"، وضعها محرز ببراعة في الشباك السودانية.
ولم يقتصر التألق الجزائري على الهجوم؛ ففي الدقيقة 11، وقف لوكا زيدان سداً منيعاً أمام انفرادين متتاليين للمهاجم السوداني أبوبكر مامون، لينقذ مرماه من هدف محقق تحت أنظار والده زين الدين زيدان الذي كان يتابع المباراة من المنصة الشرفية، مشجعاً ابنه وكتيبة "الخضر".
النقص العددي والسيطرة المطلقة
تلقى منتخب "صقور الجديان" ضربة موجعة في الدقيقة 38، بعدما أشهر الحكم الغابوني البطاقة الحمراء في وجه اللاعب صلاح الدين عادل إثر تلقيه الإنذار الثاني. هذا النقص العددي منح المنتخب الجزائري أريحية أكبر في السيطرة على وسط الميدان خلال الشوط الثاني.
ومع انطلاق الشوط الثاني، كثف "المحاربون" من ضغطهم، حيث تألق الحارس السوداني منجد أبو زيد في التصدي لعدة كرات خطيرة، قبل أن يعود رياض محرز ليسجل هدفه الشخصي الثاني في الدقيقة 70 بعد عرضية متقنة من محمد عمورة. ولم يتوقف الطوفان الجزائري عند هذا الحد، بل اختتم البديل إبراهيم مازا الثلاثية في الدقيقة 86 بعد تمريرة رأسية من بغداد بونجاح.
صدارة المجموعة الخامسة
بهذه النتيجة، تصدر المنتخب الجزائري ترتيب المجموعة الخامسة برصيد 3 نقاط، متفوقاً بفارق الأهداف عن منتخب بوركينا فاسو الذي فاز بدوره على غينيا الاستوائية. فيما تذيل المنتخبان السوداني والغيني الترتيب بصفر نقطة.
أظهرت المباراة رغبة جزائرية جامحة في الذهاب بعيداً في هذه النسخة، معتمدين على مزيج من الخبرة المتمثلة في محرز وبونجاح، والدماء الجديدة التي ضخها المدرب في مراكز حساسة، ليرسل "الخضر" رسالة شديدة اللهجة لخصومهم في القارة السمراء.
