في ندوة صحفية طبعها الحزم والوضوح، حسم الناخب الوطني وليد الركراكي الجدل الدائر حول الحالة الصحية لركائز المنتخب المغربي قبل المواجهة الحاسمة ضد منتخب مالي، المقرر إجراؤها غداً الجمعة، لحساب الجولة الثانية من دور مجموعات كأس أمم إفريقيا "المغرب 2025". الركراكي، الذي بدا منزعجاً من تداول بعض "الأخبار الزائفة"، أكد أن المجموعة في أتم الجاهزية باستثناء القائد غانم سايس.
حقيقة إصابة أكرد وغياب سايس
أولى النقاط التي حسمها الركراكي كانت مرتبطة بالدفاع؛ حيث نفى نفياً قاطعاً إصابة المدافع نايف أكرد، واصفاً ما يروج بـ "الشائعات التي تخدم المنافس فقط". وقال بلهجة حازمة: "نايف أكرد لم يكن أبداً مصاباً ولا يعاني من أي مشاكل. لو كان هناك أي طارئ سنعلنه عبر القنوات الرسمية". في المقابل، أكد الركراكي غياب الكابيتانو غانم سايس بسبب تمدد عضلي، مشيراً إلى أن بقية اللاعبين، بمن فيهم أشرف حكيمي الذي يكمل برنامجه التدريبي، رهن إشارة الطاقم التقني لمباراة الغد.
المعضلة الهجومية: الكعبي أم رحيمي أم النصيري؟
وبخصوص التشكيل الهجومي، خاصة بعد "المقصية" الاستثنائية لأيوب الكعبي في المباراة الأولى، أوضح الركراكي أن القرار النهائي سيُتخذ يوم المباراة بناءً على النهج التكتيكي. وأشاد الركراكي بجميع مهاجميه، معتبراً أن عودة الكعبي للتهديف وبزوغ نجم إبراهيم دياز وسفيان رحيمي يعزز من قوة "الأسود". وأضاف: "نقطة قوتنا هي أن أي لاعب يمكنه التسجيل؛ نحن نلعب بروح الفريق الواحد، ومن يبدأ المباراة يكمل عمله الآخر الذي يدخل بديلاً".
الرد على انتقادات "الاستحواذ السلبي"
لم يتردد الركراكي في الدفاع عن فلسفته التكتيكية أمام انتقادات "الاستحواذ السلبي"، مذكراً الجميع بأن المنتخب المغربي حقق 19 فوزاً متتالياً، وهو رقم يعكس نجاعة النهج المتبع. وأقر الناخب الوطني بوجود بعض المشاكل في إنهاء الهجمات داخل منطقة الجزاء، لكنه شدد على أن "الاستحواذ يرهق المنافسين" ويمنح المغرب السيطرة على إيقاع اللعب. وأردف قائلاً: "أعرف أن طموح جماهيرنا هو المثالية، لكن يجب أن ندرك أن مستوى البطولة عالٍ جداً، والفرق المنافسة تخلق لنا مشاكل حقيقية يتوجب علينا التعامل معها بذكاء وهدوء".
رسالة إلى الجماهير
ختم الركراكي تصريحاته بالتأكيد على أن الهدف هو الاستمرار في حصد النتائج الإيجابية والتدرج في المستوى للوصول إلى أبعد نقطة في البطولة القارية. وتنتظر الجماهير المغربية بشغف كبير مباراة الجمعة أمام "نسور مالي"، في لقاء يُتوقع أن يكون الاختبار الأقوى لكتيبة الركراكي في دور المجموعات، وسط آمال عريضة بحسم التأهل مبكراً إلى الدور الثاني.
