اهتزّت مدينة إنزكان، اليوم الخميس 25 دجنبر 2025، على وقع فاجعة إنسانية مؤلمة، بعد العثور على أسرة كاملة مكوّنة من أربعة أفراد جثثًا هامدة داخل منزلها بحي الجرف، نتيجة اختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون، وفق المعطيات الأولية المتوفرة.
الضحايا هم الأب والأم وطفلتهم البالغة من العمر 8 سنوات، إلى جانب رضيع لم يتجاوز عامه الثاني، في حادث يُصنَّف ضمن أخطر حوادث الاختناق المرتبطة بفصل الشتاء واستعمال وسائل التدفئة أو سخانات الماء دون احترام شروط السلامة.
وفور إشعارها، انتقلت السلطات المحلية ومصالح الوقاية المدنية إلى عين المكان، حيث تبيّن أن الوفاة ناجمة عن استنشاق الغاز السام المعروف بـ“القاتل الصامت”، دون تسجيل أية آثار انفجار أو أضرار مادية داخل المنزل، ما يرجّح فرضية تسرب الغاز في فضاء مغلق يفتقر إلى التهوية الكافية.
وقد أمرت النيابة العامة المختصة بفتح تحقيق دقيق للكشف عن الملابسات الحقيقية للحادث، مع ترجيح أن يكون مصدر التسرب مدفأة غاز أو سخان ماء غير مؤمَّن أو يعاني خللًا تقنيًا.
سياق مقلق وحوادث متكررة
تأتي هذه الفاجعة ضمن سلسلة حوادث مشابهة عرفها المغرب خلال شهر دجنبر 2025، حيث تسبّب البرد القارس في ارتفاع استخدام وسائل التدفئة التقليدية، ما أسفر عن تسجيل عشرات حالات الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون في عدة مناطق.
وتؤكد مصادر مختصة أن أغلب هذه الحوادث تعود إلى غياب التهوية، تقادم التجهيزات، تلف أنابيب الغاز، أو الإهمال في الصيانة الدورية، محذّرة من خطورة هذا الغاز عديم اللون والرائحة، الذي يتسلل بصمت ويقضي على ضحاياه في وقت وجيز.
دعوات للوقاية وتكثيف التوعية
وخلفت الحادثة موجة حزن عارمة في أوساط الساكنة، حيث تعالت الأصوات على منصات التواصل الاجتماعي المطالِبة بتكثيف حملات التحسيس بمخاطر الغاز، وتشجيع الأسر على اتخاذ تدابير وقائية، من قبيل تهوية المنازل، وعدم تشغيل المدافئ أثناء النوم، وتركيب كاشفات إنذار خاصة بالغاز.
كما دعت جمعيات مدنية إلى توزيع كاشفات أحادي أكسيد الكربون في الأحياء الشعبية، وتشديد المراقبة على تسويق أجهزة التدفئة غير المطابقة لمعايير السلامة.
وتعيد هذه المأساة الأليمة التأكيد على أن الاستهتار بقواعد السلامة في فصل الشتاء قد يحوّل الدفء إلى خطر قاتل، ويؤدي إلى فقدان أرواح بريئة كان يمكن إنقاذها بإجراءات بسيطة.
