تعادل بطعم الخيبة.. الركراكي تحت مجهر الانتقادات بعد سقوط جديد في فخ النهج الواحد

عاد الجدل ليخيّم على أداء المنتخب المغربي في كأس أمم إفريقيا، عقب تعادله بهدف لمثله أمام منتخب مالي في الجولة الثانية من دور المجموعات، نتيجة لم تكن في مستوى تطلعات الجماهير، وأعادت طرح تساؤلات جدية حول الاختيارات التقنية للناخب الوطني وليد الركراكي، في بطولة تُقام على أرض المغرب وتُعلّق عليها آمال كبيرة.

المباراة كشفت من جديد محدودية التنويع التكتيكي لدى الطاقم التقني، حيث واصل المنتخب الاعتماد على نهج واحد أصبح مألوفًا وسهل القراءة من قبل الخصوم. المنتخب المالي بدا أكثر انضباطًا ونجاعة، امتص ضغط البداية قبل أن يفرض إيقاعه مع توالي دقائق الشوط الثاني.

ورغم البداية الإيجابية لـ“أسود الأطلس”، وخلقهم لعدة فرص حقيقية، أبرزها تسديدة إبراهيم دياز من ضربة خطأ في الدقيقة الثامنة، ومحاولة الصيباري في الدقيقة 16 بعد تمريرة دقيقة من أوناحي، فإن الفعالية الهجومية ظلت غائبة، في ظل افتقاد الحلول داخل مربع العمليات.

وجاء هدف التقدم المغربي في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول عبر ركلة جزاء نفذها إبراهيم دياز بنجاح، هدف لم يخفِ هشاشة المنظومة الدفاعية ولا محدودية التحكم في نسق المباراة. ومع بداية الشوط الثاني، تراجع أداء المنتخب بشكل واضح، وفتح المجال أمام المرتدات المالية، التي تُرجمت إلى ركلة جزاء في الدقيقة 62، أكدها حكم الفيديو المساعد، وأسفرت عن هدف التعادل بواسطة سينا بوكو.

في هذا التوقيت الحاسم، بدت قرارات الركراكي محل انتقاد واسع، إذ جاءت التغييرات تقليدية وغير مؤثرة. إقحام النصيري والخنوس والزلزولي لم يغير من واقع الأداء، بينما أثار إخراج إبراهيم دياز، اللاعب الأكثر فعالية، استغراب المتابعين. وزاد إهدار النصيري لفرصة محققة في الدقيقة 77، بعد تمريرة دقيقة من العيناوي، من حدة الانتقادات الموجهة للاختيارات البشرية.

ولا تتعلق الملاحظات فقط بالخطة أو التغييرات، بل تمتد إلى سياسة الانتقاء نفسها، حيث يواصل الطاقم التقني الاعتماد على أسماء تفتقر للجاهزية البدنية أو التنافسية، مقابل تهميش لاعبين يعيشون أفضل فترات عطائهم. وهو ما يطرح علامات استفهام حول منطق الاستدعاء في بطولة قارية تُلعب على أرض الوطن وتتطلب الجاهزية القصوى.

ورغم تصدر المنتخب المغربي مجموعته برصيد أربع نقاط، فإن الترتيب لا يعكس حقيقة الأداء داخل الملعب، ولا يبدد مخاوف جماهير كانت تنتظر منتخبًا أكثر جرأة، تنوعًا، وقدرة على فرض أسلوبه.

اليوم، تبدو المخاوف حقيقية من أن تضيع فرصة التتويج القاري بسبب غياب رؤية تكتيكية متجددة، والإصرار على نفس الخيارات، في وقت لا يرحم فيه منطق البطولات الكبرى من يتأخر عن تصحيح المسار.

إرسال تعليق

الانضمام إلى المحادثة

الانضمام إلى المحادثة