من الشعارات إلى البراغماتية: الجزائر توشك على إنهاء ولايتها كعضو غير دائم في مجلس الأمن
من الشعارات إلى البراغماتية: الجزائر توشك على إنهاء ولايتها كعضو غير دائم في مجلس الأمن
تقترب الجزائر من إنهاء ولايتها كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، بعد عامين من الحضور في واحد من أكثر الفضاءات الدبلوماسية حساسية وتأثيرًا. غير أن هذه التجربة كشفت عن مفارقة واضحة بين الخطاب السياسي المرتفع الذي تبنته الجزائر في عدد من القضايا، وبين المواقف العملية التي اتسمت بالحذر والبراغماتية داخل أروقة المجلس. وخلال مناقشات مجلس الأمن، برز هذا التناقض بشكل خاص في التعاطي مع ملف الصحراء، الذي لطالما قدّمته الجزائر بوصفه قضية مبدئية مرتبطة بـ«الشرعية الدولية». فعلى الرغم من ذلك، امتنعت الجزائر عن التصويت على مشروعَي قرار ذي خلفية أمريكية، مفضلة تجنب الاصطفاف الصريح أو الدخول في مواجهة مباشرة، خلافًا لما يوحي به سقف خطابها السياسي. وتشير تحليلات دبلوماسية إلى أن هذا السلوك لم يكن عابرًا، بل يعكس توجهاً محسوبًا يسعى إلى الموازنة بين المواقف المعلنة والمصالح الاستراتيجية، خصوصًا في ظل حرص الجزائر على الحفاظ على علاقات مستقرة مع الولايات المتحدة، وتفادي أي توترات قد تترتب عنها كلفة سياسية أو اقتصادية مرتفعة في محيط إقليمي معقد. النهج البراغماتي نفسه انسحب على القضية الفلسطينية، التي تشكل …