في وقتٍ يشتد فيه الخناق على المواطن المغربي الذي بات يحسب وجبته بالدرهم لا بالكيلوغرام، تأتي مشاهد من الترف الرسمي لتكشف عن عمق الهوة بين الخطاب الحكومي والواقع الشعبي.
فبينما تتحدث الحكومة عن التقشف، الحكامة، وترشيد النفقات، اختارت كاتبة الدولة في الصيد البحري زكية الدريوش أن تبعث رسالة معاكسة تمامًا: “الترف بخير… حتى وإن جاع الناس”.
وليمة رسمية في زمن الأزمة
ففي لحظة كان المغاربة ينتظرون فيها قرارات تخفف عنهم موجة الغلاء، نظّمت كاتبة الدولة وليمة فاخرة على شرف أكثر من 100 شخص من أعضاء لجنة القطاعات الإنتاجية بالبرلمان، وموظفين، وضيوف من مختلف الجهات.
الحدث لم يكن لقاءً عادياً، بل مأدبة مترفة بكل تفاصيلها، قُدّمت فيها أطباق باذخة من بسطيلات الدجاج وفواكه البحر، إلى السلمون وكيش اللحم والطواجين الفاخرة بالبقر والخروف والبرقوق... مشهد من “النعيم الرسمي” في زمن “العوز الشعبي”، يلخّص كيف أصبحت السلطة منفصلة تمامًا عن وجع الناس.
ترف ممول من المال العام
الوليمة لم تكن على نفقة شخصية، بل من المال العام الذي يُفترض أن يوجّه لدعم البحّارة والمقاولات الصغيرة في القطاع، لا لتغذية بطون البرلمانيين الذين يتقاضون رواتب تفوق 40 ألف درهم شهريًا. تصرّف الدريوش يعكس ذهنية مترسخة لدى بعض المسؤولين تعتبر أن ميزانية الدولة ملك شخصي يمكن التصرف فيها لتلميع الصورة أو كسب الولاءات السياسية والاجتماعية.
من الصيد البحري إلى البذخ البحري
بهذه الخطوة، أكدت كاتبة الدولة أن منصبها أقرب إلى “كاتبة دولة في البذخ البحري” لا في الصيد البحري. فبينما يعاني آلاف الصيادين من ضعف التجهيزات، ورداءة البنية التحتية، وارتفاع تكاليف المعيشة، فضّلت المسؤولة الحكومية أن تستعرض سخاءها في حفل يثير الغضب أكثر مما يثير الاحترام. أتقنت فنّ الضيافة الرسمية، لكنها فشلت في إتقان فنّ خدمة الوطن.
مفارقة بين وعود فوق المائدة ووعود فوق المنبر
في كل مناسبة رسمية، تُغدق الحكومة على المغاربة بوعود “الإصلاح” و“الإنصات للمواطن”، لكن الواقع يثبت أن الأولوية ليست لتخفيف معاناة الناس، بل لتأمين راحة النخب. وما جرى في وزارة الصيد البحري ليس حادثاً عرضياً، بل تجسيد لثقافة سياسية تتعامل مع المال العام كأداة للبهرجة والوجاهة، لا كوسيلة للتنمية والعدالة الاجتماعية.
إن مشهد الوليمة الفاخرة في زمن الغلاء ليس مجرد خطأ بروتوكولي، بل رمزٌ لانفصال النخبة عن الشعب. ففي الوقت الذي ينام فيه المواطن على الجوع، تُقام الولائم باسم الدولة، وتُقدّم الطواجن للنواب والوعود للشعب.
فبينما تتحدث الحكومة عن التقشف، الحكامة، وترشيد النفقات، اختارت كاتبة الدولة في الصيد البحري زكية الدريوش أن تبعث رسالة معاكسة تمامًا: “الترف بخير… حتى وإن جاع الناس”.
وليمة رسمية في زمن الأزمة
ففي لحظة كان المغاربة ينتظرون فيها قرارات تخفف عنهم موجة الغلاء، نظّمت كاتبة الدولة وليمة فاخرة على شرف أكثر من 100 شخص من أعضاء لجنة القطاعات الإنتاجية بالبرلمان، وموظفين، وضيوف من مختلف الجهات.
الحدث لم يكن لقاءً عادياً، بل مأدبة مترفة بكل تفاصيلها، قُدّمت فيها أطباق باذخة من بسطيلات الدجاج وفواكه البحر، إلى السلمون وكيش اللحم والطواجين الفاخرة بالبقر والخروف والبرقوق... مشهد من “النعيم الرسمي” في زمن “العوز الشعبي”، يلخّص كيف أصبحت السلطة منفصلة تمامًا عن وجع الناس.
ترف ممول من المال العام
الوليمة لم تكن على نفقة شخصية، بل من المال العام الذي يُفترض أن يوجّه لدعم البحّارة والمقاولات الصغيرة في القطاع، لا لتغذية بطون البرلمانيين الذين يتقاضون رواتب تفوق 40 ألف درهم شهريًا. تصرّف الدريوش يعكس ذهنية مترسخة لدى بعض المسؤولين تعتبر أن ميزانية الدولة ملك شخصي يمكن التصرف فيها لتلميع الصورة أو كسب الولاءات السياسية والاجتماعية.
من الصيد البحري إلى البذخ البحري
بهذه الخطوة، أكدت كاتبة الدولة أن منصبها أقرب إلى “كاتبة دولة في البذخ البحري” لا في الصيد البحري. فبينما يعاني آلاف الصيادين من ضعف التجهيزات، ورداءة البنية التحتية، وارتفاع تكاليف المعيشة، فضّلت المسؤولة الحكومية أن تستعرض سخاءها في حفل يثير الغضب أكثر مما يثير الاحترام. أتقنت فنّ الضيافة الرسمية، لكنها فشلت في إتقان فنّ خدمة الوطن.
مفارقة بين وعود فوق المائدة ووعود فوق المنبر
في كل مناسبة رسمية، تُغدق الحكومة على المغاربة بوعود “الإصلاح” و“الإنصات للمواطن”، لكن الواقع يثبت أن الأولوية ليست لتخفيف معاناة الناس، بل لتأمين راحة النخب. وما جرى في وزارة الصيد البحري ليس حادثاً عرضياً، بل تجسيد لثقافة سياسية تتعامل مع المال العام كأداة للبهرجة والوجاهة، لا كوسيلة للتنمية والعدالة الاجتماعية.
إن مشهد الوليمة الفاخرة في زمن الغلاء ليس مجرد خطأ بروتوكولي، بل رمزٌ لانفصال النخبة عن الشعب. ففي الوقت الذي ينام فيه المواطن على الجوع، تُقام الولائم باسم الدولة، وتُقدّم الطواجن للنواب والوعود للشعب.
